المجلة الإخبارية لكبيرة المعلمين تشينغ هاي
أعده فريق الإغاثة في كوريا وتونس (النص الأصلي باللغة العربية)
لقد فر العديد من اللاجئين إلى لبنان بسبب الظروف غير الآمنة في بلدانهم الأصلية، حيث يوجد الآن أكثر من مليون لاجئ مسجل من سوريا, ومعظمهم لا يستطيعون السفر لأي مكان آخر، وقد عاشوا في ظروف قاسية لعدة سنوات.
وبناء على تعليمات المعلمة المحبة لمساعدة اللاجئين المحتاجين في جميع أنحاء العالم، سافر أربعة من أعضاء مؤسستنا, ثلاثة من كوريا وواحد من تونس يتكلم العربية، إلى لبنان لمساعدة اللاجئين وأولئك الأشخاص الأقل حظا هناك, وتبرع أعضاء مؤسستنا من تايوان ومن الولايات المتحدة وكوريا بالأموال من أجل جهود الإغاثة التالية.
زيارة مخيمات اللاجئين في زحلة في لبنان في 1 آذار 2016
وفي 1 آذار 2016، توجهنا من بيروت إلى مدينة زحلة الواقعة في الجبال العالية المتاخمة لسوريا لزيارة مخيمات اللاجئين, ورافقنا أيضا صديقنا ودليلنا السيد يوسف أبو فرح، وهو موظف في الصليب الأحمر, وتضم المنطقة وحدها أكثر من (370) ألف لاجئ سوري, وبالنسبة للكثيرين منهم، فإن منازلهم على مدى السنوات الخمس الماضية كانت مجرد ملاجئ مؤقتة مصنوعة من أغطية من الخشب والبلاستيك, ويدفعون أيضا 100 دولار أمريكي شهريا لاستخدام الأراضي, ومعظمهم عاطلون عن العمل ويحصلون على الدعم من المنظمات غير الحكومية, ويقوم البعض بالزراعة حول المخيمات، ولكن الأرض الزراعية مستأجرة أيضا ولا تكفي إيراداتها لتغطية نفقات المعيشة, والأطفال لديهم فرصة ضئيلة للحصول على تعليم جيد، كما أنه لم يكن لديهم الدمى للعب بها. وبعد الزيارة قررنا البدء بأعمال الإغاثة من خلال توفير الغذاء النباتي وزيت الطهي للمخيمات الأكثر احتياجا.
انقر لمشاهدة الفيديو: مخيمات اللاجئين في
مساعدة اللاجئين في “مركز قرية مان” في معيصرة في لبنان في 2 آذار 2016
وفي اليوم التالي، قمنا بزيارة “مركز قرية مان” مقر منظمة مسيحية تدعى “بونيور دو سيل” (بهجة السماء) في معيصرة، وهي منطقة جبلية, وهنا تجري جهود إعادة التأهيل لمساعدة الأشخاص الذين يعانون من إدمان المخدرات للتغلب عليها طبيعيا من خلال الإيمان وغيرها من الأنشطة المختلفة.
وذهبنا بعد ذلك إلى موقع العمليات “بونيور دو سيل” في بيروت والمعروفة باسم “سوبر ماركت الحب”، حيث يقدمون المساعدة للاجئين, وساعدنا في توزيع الملابس ولعب الأطفال وغيرها من المواد على اللاجئين من سوريا والعراق، والتي تقوم بها المنظمة كل يوم أربعاء, وهي تصدر قسائم للاجئين يمكن مبادلتها بالأغذية وغيرها من المواد, وبهذه الطريقة يمكن للناس استرداد البضائع مثل السوبر ماركت العادي, ولقد لمسنا ذلك من خلال الاحترام والتقدير الذي أبداه اللاجئون لهم.
إعداد وتوزيع حزم الأغذية النباتية لمخيمات اللاجئين في زحلة في لبنان من 3 إلى 4 آذار 2016
وفي الصباح الباكر من 3 آذار، ذهب فريقنا الإغاثي إلى مستودع في زحلة يخزن مواد الإغاثة للاجئين, حيث أعددنا بالتعاون مع موظف في الصليب الأحمر السيد يوسف أبو فرح ومتطوعين آخرين طرود غذائية نباتية تحتوي على الأرز والعدس والمعكرونة وزيت الطهي والذرة المعلبة ومعجون الطماطم للاجئين, واستغرق الأمر وقتا أطول مما كان متوقعا، لذلك ذهب السيد يوسف إلى مخيم للاجئين وأعاد بعض الأصدقاء السوريين, وبمساعدتهم تمكنا من استكمال التعبئة في صباح اليوم التالي. لقد عمل الجميع بإخلاص.
وبعد ذلك قمنا بتوزيع الطرود الغذائية على 440 أسرة في ستة مخيمات، حيث ستؤمن الغذاء لما مجموعه 3600 شخص لمدة شهر. وقام السيد يوسف بشكل عفوي بعمل كوبونات من أجل تبادل اللاجئين لحزم الطعام النباتي, وكانوا سعداء جدا لرؤيتنا وللتوزيع بسلاسة. إنه لشعور رائع رؤية الابتسامات الكبيرة والضحك من اللاجئين، والتي جلبت السعادة في الأجواء, وفتح بعض الأطفال علبا من الذرة على الفور وبدؤوا بتناولها.
لقد شعرنا بوجود معجزة, إذ أننا كنا سبعة أو ثمانية أشخاص فقط واستطعنا القيام بتعبئة (6,1) طن من المواد في يوم ونصف, ولم يكن ذلك ممكنا دون مساعدة من السيد يوسف والمتطوعين السوريين الشباب, وعلق السيد أبو فرح أن كل شيء يسير على نحو سلس جدا عندما يعمل مع مجموعتنا، وهذا كله بفضل بركة المعلمة.
انقر لمشاهدة الفيديو: إعداد حزم الغذاء النباتي لـ 440 أسرة
توزيع الفواكه والخضروات في “سوبر ماركت الحب” في بيروت في لبنان في 9 آذار 2016
وفي 9 آذار، قام فريقنا الإغاثي مجددا بزيارة سوبر ماركت الحب في بيروت الذي تديره منظمة “بونيور دو سيل” (بهجة السماء), وبالإضافة إلى الفواكه والخضراوات والحبوب وما إلى ذلك التي تم توزيعها على اللاجئين، اشترينا 69 كيلوغراما من الطماطم و44 كيلوغراما من الملفوف و24 كيلوغراما من الباذنجان و6 صناديق من التفاح وصندوقين من الخس للماركت, وهذه الأطعمة هي المفضلة بين اللاجئين.
ولقد تلقينا، جنبا إلى جنب مع متطوعي “بونيور دو سيل” قسائم من اللاجئين مقابل مختلف أنواع الخضار والفواكه, وأحب اللاجئون الفواكه والخضار الطازجة كثيرا وسرعان ما نفذت المواد, وأخذ كل شخص حفنتين من الخضار والفواكه وذهب إلى المنزل.
وكنا نصلي أن يتمتعوا بعشاء لذيذ مع أصدقائهم وعائلاتهم.
تقديم غداء نباتي مع “بونيور دو سيل” للاجئين والمحتاجين في بيروت في لبنان في 10 آذار 2016
لقد كان يوم 10 آذار أول يوم يقوم فيه فريقنا الإغاثي في لبنان بإعداد غداء نباتي للاجئين والمحتاجين في موقع عمل المنظمة التطوعية المسيحية “بونيور دو سيل” (بهجة السماء) في بيروت, وبفضل إدارة إحدى أعضاء فريقنا الكوري والتي كانت طاهية سابقة لمطعم “لوفينغ هوت” فضلا عن مساعدة المتطوعين المحليين، قمنا بإعداد الأرز والغولاش النباتي وسلطة الفاكهة عند الظهيرة.
لقد وصل حوالي 30 إلى 50 شخصا معظمهم من كبار السن, وخلال الصلاة قبل وجبة الطعام ذكّر المتطوع الرئيسي في “بونيور دو سيل” فريقنا الإغاثي قائلا: “لقد قطعوا مسافة طويلة لتبادل حبهم معنا”, وعلى الرغم من أن أطباقنا لم تكن مألوفة لمعظم الضيوف إلا أنهم كانوا يتمتعون بالطعام ويبدون مجاملات لطيفة, وبعد الوجبة ذكرنا بعض الأسباب لاعتماد نظام الغذاء النباتي، مثل توسيع الرحمة لسائر الكائنات الحية الأخرى والفوائد التي تعود على صحتنا, وكان الضيوف منفتحين جدا ومتحمسين للفكرة الأمر الذي أدى إلى التصفيق, وعادوا إلى منازلهم مع نشرات “العيش البديل” و”أولئك الذين لديهم الحب هم أقرب إلى الله” في أيديهم, وعدنا مرة أخرى إلى إعداد طعام نباتي أكثر لذة لليوم التالي.
تقديم وجبة نباتية أخرى في “بونيور دو سيل” في بيروت في لبنان في 11 آذار 2016
في الصباح الباكر من يوم الجمعة 11 آذار 2016، عاد فريقنا الإغاثي في لبنان إلى مطبخ “بونيور دو سيل” لإعداد غداء نباتي آخر, وقررنا إضافة لحم الصويا إلى الوجبة, وأثناء إعداد الطعام أبدى المتطوعون الآخرون اهتماما كبيرا بلحوم الصويا، ولذلك بيّنا لهم أنواع كثيرة من الأطباق النباتية التي يمكن أن تكون مصنوعة من لحوم الصويا من خلال وصفات على الانترنت.
ولقد جاء ما يقرب من 40 إلى 50 شخصا لتناول الطعام, وفي كل يوم جمعة بعض المسيحيين أيضا من هذه المنطقة اتبعوا نظام الغذاء النباتي، والكثير منهم والضيوف الآخرين الذين انضموا إلينا أظهروا ردود أفعال إيجابية على الوجبات النباتية وقالوا لنا أن الطعام كان مذهلا وحتى أفضل من وجبة أمس, وكنا سعداء جدا لسماع ذلك وممتنون جدا لـ “بونيور دو سيل” للسماح لنا باستخدام مرافق مطبخهم وأطباقهم وطاولاتهم الخ، بحيث يمكن للاجئين التمتع بوجبات نباتية في جو مريح.
وفي الطريق إلى البيت وأثناء انتظارنا على إشارة المرور، رأينا فتاة تبلغ من العمر 12 عاما كانت قد حضرت إلى الكنيسة يوم أمس, وكانت تتسول, توقفنا لكي نسألها لماذا لم تأت لتناول طعام الغداء, وقالت إنها تذهب إلى هناك كل يوم اثنين وخميس، ولكن في يوم الجمعة عليها أن تعمل من أجل عائلتها, طلبنا منها أن تأتي يوم الاثنين المقبل لتناول طعام الغداء وأعطيناها بعض المال الذي قبلته بخجل مع ابتسامة, وهذه الفتاة هي واحدة من العديد من الأطفال الذين يتسولون في شوارع بيروت. ولقد صلينا أن يعم السلام قريبا حتى لا يضطر أي طفل إلى مواجهة مثل هذه الظروف مرة أخرى.
تقديم غداء نباتي آخر في “بونيور دو سيل” في بيروت في لبنان من 12 إلى 13 آذار 2016
وفي 12 آذار، اشترى فريقنا الإغاثي في لبنان مواد البقالة، وقضى بقية اليوم بتقشير الخضروات وتقطيعها استعدادا لتقديم وجبة غداء نباتية لـ200 شخص, وفي اليوم التالي عند الفجر، جلبنا جميع المواد الغذائية والإمدادات إلى كنيسة “بونيور دو سيل” (بهجة السماء).
لقد نقلنا كل الطعام إلى المطبخ في الطابق السفلي وبدأنا بطبخ السباغيتي وإعداد سلطة الفواكه والخضار, وبينما كنا هناك جاء العديد من موظفي “بونيور دو سيل” وبعض أعضاء الكنيسة للمساعدة, وكان معظمهم من المهاجرين من مصر، وكانوا لطفاء جدا وودودين وكانوا يحبون الكاميرات وغالبا ما يرغبون في التقاط الصور معنا.
لقد قمنا بتقديم حصة من السباغيتي والسلطة على كل صحن, وبدأنا بالأطفال الذين كانوا ينتظرون بفارغ الصبر, وبين منتصف آذار إلى أوائل أيار صام أعضاء الكنيسة لمدة 50 يوما تقريبا حيث كان ذلك من ضمن برنامج للحفاظ على اتباع النظام الغذائي النباتي, وسألونا عن المادة الشبيهة باللحم في الوجبة, وشرحنا لهم أنها لحم بديل مصنوع من فول الصويا, وقد أبدى بعضهم رأيه بإيجابية وسألوا من أين يمكنهم شراؤه.
لقد شاهدنا جميع الناس يتمتعون بوجباتهم، وكنا شاكرين على إتاحة تلك الفرصة لتقديم الطعام النباتي, وبعد الغداء وزعنا نشرات “العيش البديل” و”أولئك الذين لديهم الحب هم أقرب إلى الله“، وكان يتم استقبالنا باستمرار بابتسامات سعيدة وتقدير, وقام رجل مسن بشكرنا وقال إنه سيصلي لكي نكون هنا مرة أخرى في الأسبوع المقبل, وعدنا إلى أماكن إقامتنا وكنا نشعر بأشعة الشمس في جميع الأرجاء.
رؤية الحب واللطف في الناس في “بونيور دو سيل” في لبنان في 14 آذار 2016
لقد عاد فريقنا الإغاثي في لبنان إلى كنيسة “بونيور دو سيل” (بهجة السماء) لإعداد غداء نباتي آخر, حيث قدمنا المعكرونة النباتية وسلطة الخضروات وسلطة الفاكهة وذلك بمساعدة من المتطوعين الآخرين.
وفي وقت الغداء جاء كثير من الناس لتناول الطعام بعد حضور الكنيسة, حتى أن بعض الضيوف أخذوا معهم الجزء الثاني من الوجبة إلى المنزل, وقد أخبرنا السيد أبو فرح أحد موظفي الصليب الأحمر أن هناك الكثير من الناس في لبنان بحاجة إلى المساعدة، لذلك جاء الكثير منهم لتناول الطعام النباتي أيضا, كما أن “بونيور دو سيل” تعطي الغذاء والضروريات لجميع الذين يأتون بغض النظر عن دينهم أو عرقهم أو جنسيتهم, وإلى جانب العديد من الجهود الخيرية توفر الكنيسة أيضا فرص عمل ومساعدة للاجئين والسكان المحليين اللبنانيين المحتاجين, ونحن نسأل الله أن يبارك هؤلاء الناس المتواضعين وطيبي القلب.
تقديم هدايا للأطفال في زحلة في لبنان في 15 آذار 2016
في 15 آذار سافر فريقنا الإغاثي في لبنان مرة أخرى إلى منطقة زحلة وواجه المطر والثلوج والبرد على الطريق, وبعد الوصول إلى زحلة وضعنا مع موظف الصليب الأحمر السيد أبو فرح خطتنا لتوزيع هدايا صغيرة على (2000) طفل لاجئ سوري, وساعدنا خمسة فتيان وفتيات سوريات على جمع 2000 حقيبة هدية, وبفضل مساعدتهم تم القيام بهذه المهمة بسرعة, وقد تم ملء كل كيس بنشرة “العيش البديل” وحزمة من عصير الفاكهة والبسكويت النباتي الحلو المحلي الصنع من الفول السوداني والسمسم وجوز الهند وأقلام الرصاص الملونة وكتاب يتضمن ملصقات رائعة للتلوين, ونحن نتطلع إلى رؤية وجوه الأطفال السعيدة مع الهدايا في أيديهم في اليوم التالي.
قمنا بإبلاغ السيد أبو فرح أنه بسبب الهبوط المفاجئ في درجات الحرارة، تم توزيع البطانيات على اللاجئين خلال الأيام القليلة الماضية، مع قيام منظمات أخرى بتقديم المساعدة.
توزيع الهدايا للأطفال في زحلة في لبنان في 16 آذار 2016
وبينما كنا متوجهين إلى زحلة ومع استمر هطول المطر في هذا اليوم، كنا نصلي بأن يتوقف المطر بينما نقوم بتوزيع 2000 هدية على الأطفال اللاجئين, وسمعت صلواتنا وتوقف المطر عندما وصلنا إلى مخيمات اللاجئين في زحلة, ومع قيام السيد أبو فرح من الصليب الأحمر بتوجيهنا، التقينا بالأهل والأطفال الذين كانوا ينتظرون بفارغ الصبر, وكان من المستحيل اصطفاف الأطفال لأنهم كانوا متحمسين جدا، ولكن بمساعدة السيد أبو فرح وأصدقائه سار كل شيء بسلاسة, وقد تبرع بأغلبية أموال هذه الهدايا أعضاء مؤسستنا في الصين حيث بلغت (5000) دولار أمريكي, فضلا عن تبرع أعضاء مؤسستنا الدولية في المملكة المتحدة بتقديم المزيد من أموال الإغاثة.
لقد كان الأطفال سعداء للغاية, كما جلب بعضهم آباءهم أو إخوتهم لتلقي الهدايا, والعديد من الأطفال فتحوا حزمهم على الفور وأكلوا وجبات نباتية خفيفة, وفتح آخرون كتب التلوين وضحكوا على الصور, وعلى الرغم من أن الهدايا كانت صغيرة كان الأطفال سعداء جدا, وشعرنا بالأسف لأننا لم نتمكن من إعطائهم المزيد, وبعد أن أخبرَنا السيد أبو فرح أننا كنا أول مجموعة تقدم الهدايا للأطفال فهمنا سبب حبهم الكبير لها, كما قمنا بتوزيع ما مجموعه 420 قطعة شوكولاتة نباتية على الأسر الأكبر حجما والتي كانت ممتنة جدا.
وبينما كنا ننتهي ونخطط للخروج، جاءت إلينا فتاة صغيرة وقالت إن لديها ما تقوله, وقالت لنا أن اسمها هنادي وبابتسامة مشرقة قالت: “شكرا يا معلمة!”
وفي وقت لاحق التقينا السيد أبو فرح في مكتبه لتوديعه، وقمنا بإهدائه كتاب المعلمة “من الأزمة إلى السلام – الحل باتباع الأسلوب النباتي العضوي“, وقد أعربنا عن شكرنا العميق للسيد أبو فرح لمساعدته لنا في مناسبات عديدة بمحبة وإخلاص, إن أمثاله الذين يساعدون الآخرين بصمت ودون شروط يجعلون هذا العالم مكانا أفضل.
إن العديد من الأطفال هنا في مخيمات اللاجئين لا يحصلون على التعليم، كما أن الفتيات والفتيان الشباب يتزوجون ويكونون أسرا في سن مبكر, لقد صلينا أن يعم السلام على الجميع قريبا، وأن يحصل هؤلاء الأطفال على التعليم في بيئة آمنة ورائعة.
تقديم وجبة نباتية أخرى في “بونيور دو سيل” في بيروت في لبنان في 17 آذار 2016
لقد بدأنا يومنا ومنذ ساعات الصباح الباكر بنقل المكونات والأدوات إلى مطبخ “بونيور دو سيل” (بهجة السماء) بأسرع ما يمكن, وكان لدينا المزيد من بروتين الصويا والذي كنا قد جلبناه من كوريا، حيث قمنا بطبخ طبق صويا “بولجوجي” النباتي مرة أخرى كما في الأسبوع الماضي وكان نسخة من طبق كوري شعبي, وما إن وضعنا التوابل الخاصة به حتى انتشرت في المبنى كله الرائحة الزكية.
ولأن طبق صويا “بولجوجي” كان الأكثر شعبية في القائمة فقد طبخنا منه الكثير, وعاد الكثير من الناس خلال ثوان حيث انتهوا منه بسرعة, ولقد شعرنا بالسرور لأنهم أحبوه وأخذوا بعضا منه إلى منازلهم.
ولقد سألنا المتطوعين الآخرين فيما إذا كانوا يرغبون بالانضمام إلينا لتناول ما تبقى من الطعام, إلا أنهم أعدوا خصيصا لنا طبقا لبنانيا تقليديا, وعلى الرغم من أننا لم نتمكن من التحدث بشكل جيد مع بعضنا البعض بسبب الاختلافات اللغوية، إلا أننا تعلمنا الكثير من الأشياء من خلال قضاء الوقت معا. ونحن ممتنون بعمق للمعلمة لتمكيننا من المجيء إلى هنا، وممتنون جدا للعديد من الناس الذين تعلمنا منهم الكثير عن المساعدة وحب الآخرين.
تقديمنا آخر وجبة نباتية في “بونيور دو سيل” وزيارة المقيمين المعاد تأهيلهم في “مركز قرية مان” في لبنان في 18 آذار 2016
في الصباح الباكر ذهبنا إلى سوبر ماركت “بونيور دو سيل” (بهجة السماء) لإعداد آخر وجبة نباتية هناك, مع العلم أن اليوم كان يومنا الأخير من الخدمة في الكنيسة، وأعد أعضاء مؤسستنا بصدق وجبة لذيذة, وكانت القائمة التي خططنا لها اليوم “أودون” مقلية وطبق المعكرونة الكوري الشعبي.
واليوم هو يوم الجمعة, وشاهدنا عددا أكبر من الناس, وبينما كانوا يتمتعون بوجبتهم أطلعناهم على صفحة الغلاف لكتاب المعلمة “من الأزمة إلى السلام – الحل باتباع الأسلوب النباتي“، وشرحنا بإيجاز عن مؤسستنا, وبعدئذ قمنا بتوديع الزملاء المتطوعين بحرارة.
وعندما كنا على وشك ركوب سيارتنا، اقترب منا ثلاثة أطفال, كانت الفتاة البالغة من العمر 12 عاما والتي كنا قد التقينا بها وكانت تتسول في الشارع قبل بضعة أيام مع أخواتها وكنا نحييهن, وأتيحت لنا الفرصة للاستماع إلى قصتهن, حيث أخبرننا أنه في كل يوم يغادرن المنزل في الصباح الباكر ليأتين إلى سوبر ماركت “بونيور دو سيل”, وإنهن يعيشن بالقرب من مطار بيروت (رفيق الحريري) الدولي, وفي وقت لاحق، بحثنا عن ذلك على الخريطة ووجدنا أنهن كن يسرن نحو 10 كيلومترات ليأتين إلى السوبر ماركت, كما أنهن يسرن هذه المسافة كل يوم للتسول، ويشبعن فقط في الأيام التي يتم فيها تقديم وجبات الطعام في “بونيور دو سيل”, وقد هربن إلى هنا منذ أربع سنوات من سوريا، ولم تتمكن سوى الكبرى منهن من الذهاب إلى المدرسة لمدة ثلاث سنوات.
لقد فطرت قصتهم قلوبنا, وكانت كلمات العزاء الوحيدة التي أمكننا أن نقدمها لهن “كونوا لطفاء وارعوا بعضكم بعضا”, وعلى الرغم من أنه كان لقاء قصيرا، فقد قدمنا وجباتنا النباتية الخفيفة للفتيات وودعناهن.
وفي فترة ما بعد الظهر ذهبنا إلى منشأة “بونيور دو سيل” لإعادة التأهيل في “معيصرة” في “مركز قرية مان” مقر المنظمة الرئيس, وحيث أنه وفي وقت سابق من الشهر وعندما سلمنا الشوكولاته النباتية والضروريات اليومية مثل المنظفات وزيت الطهي للسكان هناك أعطونا قائمة بالكتب المرغوبة, عدنا اليوم مع الكتب المطلوبة بدءا من النشرات المتخصصة في التصوير الفوتوغرافي إلى الروايات المختلفة الأخرى، وقدمنا لهم أيضا ثماني نسخ من النسخة العربية من كتاب المعلمة “من الأزمة إلى السلام – الحل باتباع الأسلوب النباتي العضوي“.
وقام أحد السكان والتقط بابتهاج “من الأزمة إلى السلام – الحل باتباع الأسلوب النباتي العضوي” وقال أنه سيقرؤه على الفور, وقد أخبرَنا السكان أن القراءة ساعدت كثيرا في إعادة التأهيل, وكنا نتمنى لهم انتعاشا سريعا والعودة إلى الحياة الطبيعية.
وفي طريقنا للخروج، كان لنا لقاء قصيرا مع فتيات كشافة واللواتي كن يزرن المركز لتناول العشاء والصلاة مع السكان, وصلت الفتيات لتقديم مجموعة متنوعة من المواد الغذائية والصلاة للسكان الذين يعانون من إدمان المخدرات, جمال قلوب الفتيات الكشافة أثر فينا بعمق.
زيارة دار للأيتام في “درعون” في لبنان في 19 آذار 2016
وفي الصباح الباكر توجهنا إلى بلدة “درعون” الصغيرة بصحبة “ماثيو” وهو متطوع من “بونيور دو سيل” (بهجة السماء), و قادنا “ماثيو” إلى مبنى ذو مناظر خلابة للمحيط والمدينة, وضمن هذا المسكن المكون من خمسة طوابق عاش أيتام ونساء غير قادرات على تربية أطفالهن بمفردهن.
وفي الطابق العلوي الذي كان غرفة اللعب وكذلك المطبخ، بدأنا العمل على إعداد صويا “بولجوجي” النباتي, وفي أحد الأركان كان الأطفال يقضون وقتا سعيدا مع مجموعة من المتطوعين السويديين, وتم تشغيل الموسيقى وبدأ طفل صغير يرقص على لحنها، مما جعل الجو أكثر بهجة, وقام “ماثيو” والمتطوعون من السويد بتوزيع البسكويت والهدايا التي جلبوها معهم, كما قمنا نحن أيضا بتوزيع الوجبات النباتية الخفيفة ومختلف كرات اللعب وكتب التلوين والطباشير وحفاضات الأطفال.
ولقد فتح الأطفال الذين كانوا خجولين من حولنا في البداية قلوبهم لنا ببطء, وعلى الرغم من أن وقتنا معهم كان ضيقا إلا أننا تمكنا من اللعب معهم, وذهب الأطفال للحصول على مساعدة الكنيسة بينما انتهينا من إعداد “بولجوجي”, وفي وقت لاحق تجمع 20 طفلا للاستمتاع بالوجبة النباتية وانضم المتطوعون بعد أن أتم الأطفال تناول الطعام.
وخلال إقامتنا القصيرة في لبنان قمنا بزيارة أماكن مختلفة في البلاد وقدمنا الكثير من الحب غير المشروط لأولئك الذين هم في حاجة إليه, وكهؤلاء الناس الرحيمين الذين التقينا بهم على طول الطريق حاولنا أيضا مشاركة الكثير من الحب وذلك بفضل بركة المعلمة وفضلها, ونحن ممتنون للمعلمة لإتاحة هذه الفرصة لنا لتقديم المساعدة للاجئين والمحتاجين في لبنان.
قائمة بنفقات المؤسسة الدولية لكبيرة المعلمين تشينغ هاي لأعمال إغاثة اللاجئين في لبنان من 1 إلى 19 آذار 2016
| المادة | المبلغ (دولار أمريكي) | الإيصال |
|---|---|---|
| مواد غذائية (الأرز والعدس والمعكرونة وزيت الطهي والذرة المعلبة ومعجون الطماطم) | 10,621.00 | A |
| أكياس بلاستيكية للتغليف | 128.80 | B |
| تكاليف النقل والعمالة لأولئك الذين ساعدوا في تغليف المواد الغذائية | 100.00 | C |
| الغذاء للاجئين (الطماطم والملفوف والباذنجان والخس والأرز والخبز والتفاح وما إلى ذلك) ولوازم المطبخ (أطباق وملاعق وشوك الخ) | 440.66 | D |
| الخضروات والفواكه والطماطم والليمون والخس والشوكولا النباتية والهدايا لـ2000 طفل من اللاجئين السوريين (البسكويت والحلويات والعصائر وكتب التلوين وأقلام التلوين) وغاز البروبان لأغراض الطهي والأكياس البلاستيكية والدفع للعاملين ونقل مواد الإغاثة | 7,980.36 | E |
| الإجمالي | US$19,270.82 |
